ظروف الزمان والمكان والظروف المشتركة ( المفعول فيه )
تُعدّ الظروف جزءًا أساسيًا من أي لغة، فهي تُضفي
على الجملة معنىً أعمق وتُحدد تفاصيل دقيقة حول الحدث أو الفعل. في اللغة العربية،
تُقسم الظروف بشكل رئيس إلى ظروف زمان وظروف مكان، بالإضافة إلى وجود ظروف مشتركة
يمكن أن تُستخدم للإشارة إلى الزمان أو المكان على حد سواء. يهدف هذا المقال إلى
تقديم شرح مفصل لهذه الظروف، مع تحديد الظروف المعربة والمبنية في كل نوع، وذلك
بأسلوب سهل وواضح وجميل .
أولاً:
ظروف الزمان (Adverbs of Time)
ظرف الزمان هو اسم يُذكر لبيان زمان وقوع الفعل
أو الحدث، ويكون منصوبًا دائمًا إذا كان مُعربًا.
أمثلة على ظروف الزمان:
- اليوم:
"ذهبت إلى المدرسةِ اليومَ."
- أمس:
"قابلتُ أصدقائي أمس."
- غداً:
"سأسافر غداً."
- الآن:
" أقرأ القصةَ الآن."
- ساعة:
"انتظرتك ساعة."
- ليلًا:
"ذاكرتُ ليلًا."
- نهارًا:
"عملتُ نهارًا."
- صباحًا:
"استيقظتُ صباحًا."
- مساءً: "تناولتُ
العشاء مساءً."
- فجرًا:
"استيقظتُ فجرًا."
- ظهرًا:
"خرجتُ من المدرسةِ ظهرًا."
- عصرًا:
"عدتُ إلى البيتِ عصرًا."
- مغربًا:
"شاهدتُ العرضَ مغربًا."
- عشاءً:
"التقينا عشاءً."
- حين:
"جئتُ حين دقت الساعة."
- عند:
"زارني أخي عند المساء."
- قبل:
"وصلتُ قبل الجميع."
- بعد:
"غادرتُ بعد انتهاء الامتحان."
- أثناء:
"تحدثنا أثناء الرحلة."
- طوال:
"نام الطفل طوال الليل."
- مذ/منذ:
"لم أره منذ زمن طويل ."
الظروف المبنية
والمعربة من ظروف الزمان:
- الظروف المعربة (المنصوبة): هي
الغالبية العظمى من ظروف الزمان، وتُعرب منصوبة وعلامة نصبها الفتحة الظاهرة
أو المقدرة.
- أمثلة: اليوم، غداً، ساعةً، ليلًا، نهارًا،
صباحًا، مساءً، فجرًا، ظهرًا، عصرًا، مغربًا، عشاءً، حين، أثناء، طوال، قبل
(إذا لم تُضف إلى جملة)، بعد (إذا لم تُضف إلى جملة).
- الظروف
المبنية (لا تتغير حركتها الإعرابية):
- الآن: ظرف زمان مبني على الفتح في محل نصب.
- أمسِ: ظرف زمان مبني على الكسر في محل نصب (إذا
قصد بها اليوم الذي يسبق يومنا هذا مباشرة).
- مذ/منذ: في حال كونها ظروفًا، تُبنى على السكون أو
الضم في محل نصب.
- قبلُ وبعدُ: إذا قُطعت عن الإضافة لفظًا ومعنى، تُبنى
على الضم في محل نصب، مثل: "لله الأمر قبلُ وبعدُ."
ثانياً:
ظروف المكان (Adverbs of Place)
ظرف المكان هو اسم يُذكر لبيان مكان وقوع الفعل
أو الحدث، ويكون منصوبًا دائمًا إذا كان مُعربًا.
أمثلة على ظروف
المكان:
- أمام:
"وقف المعلم أمام السبورة."
- خلف:
"جلس الفلاح خلف الشجرة."
- فوق:
"الكتاب فوق المكتب."
- تحت:
"القطة تحت السرير."
- يمين:
"اجلس يمين الباب."
- يسار:
"اتجه يسار المدرسة."
- هنا:
"تعالَ هنا."
- هناك:
"الأطفال يجلسون هناك."
- حيث:
"اجلس حيث وجدتَ مكانًا خاليًا."
- عند:
"وجدتُ المفاتيح عند الباب."
- بين:
"جلسنا بين الأشجار."
- حول:
"تجمع الناس حول المائدة."
- تلقاء:
"سرتُ تلقاء الشاطئ."
- إزاء:
"وقفتُ إزاء المنظر الجميل."
- وراء:
"البيت وراء الجبل."
- قدام:
"سار القائد قدام السرية."
- دون:
"الرجل دون المستوى المطلوب (هنا تشير إلى مكانة)."
- مع:
"جلس الأب مع أبنائه وأحفاده."
الظروف المبنية
والمعربة من ظروف المكان:
- الظروف المعربة
(المنصوبة): هي
الغالبية العظمى من ظروف المكان، وتُعرب منصوبة وعلامة نصبها الفتحة الظاهرة
أو المقدرة.
- أمثلة: أمام، خلف، فوق، تحت، يمين، يسار، بين،
حول، وراء، قدام، تلقاء، إزاء.
- الظروف
المبنية (لا تتغير حركتها الإعرابية):
- هنا: ظرف مكان مبني على السكون في محل نصب.
- هناك: ظرف مكان مبني على الفتح في محل نصب.
- حيث: ظرف مكان مبني على الضم في محل نصب.
- أين: (في حال الاستفهام أو الشرط) ظرف مكان
مبني على الفتح في محل نصب.
ثالثاً:
الظروف المشتركة (Common Adverbs)
الظروف المشتركة هي تلك الظروف التي يمكن أن
تُستخدم كظرف زمان أو ظرف مكان، حسب السياق الذي ترد فيه الجملة. فهم السياق هو
المفتاح لتحديد نوع الظرف.
أمثلة على الظروف
المشتركة:
- عند:
- ظرف
زمان: "جئتُ عند غروب الشمس."
(أي: وقت غروب الشمس)
- ظرف مكان: "وجدتُ الكتاب عند المكتبة."
(أي: بالقرب من المكتبة)
- قبل:
- ظرف
زمان: "وصل القطار قبل
الموعد." (أي: زمنًا قبل الموعد)
- ظرف مكان: "القرية تقع قبل
المدينة." (أي: مكانيًا قبل المدينة)
- بعد:
- ظرف
زمان: "سافرنا بعد الفجر."
(أي: زمنًا بعد الفجر)
- ظرف مكان: "المنزل يقع بعد المسجد."
(أي: مكانيًا بعد المسجد)
- مع:
- ظرف
زمان: "خرجتُ مع أذان الظهر."
(أي: وقت أذان الظهر)
- ظرف مكان: "جلستُ مع الأصدقاء."
(أي: في مكان تجمع الأصدقاء، أو رفقتهم)
الظروف
المبنية والمعربة من الظروف المشتركة:
تتبع هذه الظروف نفس قواعد الإعراب والبناء التي
تنطبق على ظروف الزمان والمكان بشكل عام. فـ"عند" و"مع"
و"قبل" و"بعد" تُعرب منصوبة في الغالب، إلا في حالات البناء
مثل "قبلُ" و"بعدُ" إذا قُطعت عن الإضافة لفظًا ومعنى.
الخلاصة
تُعدّ ظروف الزمان والمكان والظروف المشتركة
عناصر لغوية حيوية تُثري المعنى وتُضيف دقة ووضوحًا للجمل العربية. تتسم معظم هذه
الظروف بكونها معربة ومنصوبة، بينما توجد مجموعة قليلة منها تُبنى على حركة معينة
ولا تتغير حركتها الإعرابية وهي الظروف المبنية. فهم هذه الظروف وقواعدها النحوية
يُمكن متحدثي اللغة العربية من التعبير عن أفكارهم بشكل أكثر فعالية ودقة. نأمل أن
يكون هذا الموضوع شاملا وقد قدم لك فهمًا
واضحًا للظروف في اللغة العربية.
لمزيد من الشرح تابع مقطع الفديو
https://youtu.be/VGyvRZN9O0w?feature=shared