الحليبُ هو الغذاءُ الأولُ للإنسانِ ، ويُعدُّ الطعامَ الوحيدَ الموجودَ فـي الطبيعةِ الأكثر َغنًى بالعناصرِ الغذائيةِ التي يحتاجُ لها الجسمُ ؛ فهو يوفرُ العديدَ من الموادِ الغذائيةِ الضروريةِ لنموِ جسمِ الإنسانِ فـي جميعِ مراحلِ الحياةِ، وأُهمُّها الكالسيوم .
إنَّ للحليبِ مصادرَ مختلفة، ومنها على سبيل المثال :المعزُ والغنمُ والبقرُ والإبلُ ، وإنْ كان حليبُ البقرِ هو الأكثرُ شعبية ، و مهما كان مصدرُ الحليبِ فهو متشابهٌ إلى حدٍ كبيرٍ فـي المكوناتِ ؛ إلا أنَّ نِسبَ العناصرِ الغذائيةِ تتفاوتُ بدرجةٍ بسيطةٍ من مصدرٍ لآخر .
وللحليبِ عدةُ أنواعٍ منها :
أولا: الحليبُ المُجفَفُ ، حيثُ يتمُ تجفـيفُ الحليبِ الطَّازَجِ بنزعِ الماءِ منه عن طريقِ عملياتٍ تصنيعيةٍ مع المحافظةِ على معظمِ العناصرِ الغذائيةِ ، وقد تُضافُ بعضُ الفِـيتاميناتِ والمعادنِ الأساسيةِ ، مثل فِـيتامين ( د ) .
ثانيًا : الحليبُ الطويلُ الأجلُ و يمكنُ أنْ تصلَ مدةُ صلاحيةِ هذا النوعِ من الحليبِ ستةَ أشهرٍ قبلَ الفتحِ خارجَ الثلاجةِ ، أَمَّا بعدَ الفتحِ فـيجبُ وضعُ العبوةِ فـي الثلاجةِ واستخدامُها خلالَ فترةٍ لا تتعدى أسبوعًا .
ثالثًا : الحليبُ الطَّازجُ حيثُ يُجمَعُ الحليبُ من مصدرِهِ الحيواني، ثم تتمُ بسترتُه، ثم تخزينُه مبردًا ، ويجبُ حفظُه منذُ وقتِ إنتاجِهِ إلى وقتِ انتهاءِ صلاحيتِهِ التي لا تتعدى الأسبوعَ ؛ فهو سريعُ الفسادِ .
رابعًا : الحليبُ المكثفُ المحلَى حيثُ تتمُ إضافةُ كَميَّاتٍ كبيرةٍ من السكرِ إلى الحليبِ الطازجِ المبسترِ لتكثيفِ قِوَامِهِ ، و هو غنيٌ بالدهنِ أو كريمةِ الحليبِ ، و لا يُعدُّ من أنواعِ الحليبِ المفـيدةِ ولا من بدائلِ الحليبِ فهو يحتوي على كَميَّةٍ عاليةٍ من السكرِ والسعراتِ الحَرَاريَّةِ ويُستخدمُ هذا النوعُ فـي تحضيرِ الحلوياتِ .
وهناك منتجاتٌ مشتقةٌ من الحليبِ منها :
أولا : اللبنُ والزبادي والأجبانُ الصُّلبة البيضاء ، و هي منتجاتٌ تُصَنَّعُ من الحليبِ الطازَجِ ، وإذا احتوت هذه المنتجاتُ على المُنكِّهَاتِ مثل : نكهةِ الفراولةِ أو الشكولاتةِ ، فإنَّ نسبةَ السعراتِ تزيدُ دون أنْ تتغيرَ باقي المكوناتِ على أنْ تكونَ هذه المضافاتُ فـي حدودِ النسبِ المسموحةِ .
ثانيًا : الأجبانُ الكُريميَّةُ والقشدةُ و الزِّبدةُ و اللبنةُ و البوظة و هي المنتجاتُ الأخرى المشتقةُ من الحليبِ ، وتُعدُّ من بدائلِ الدهونِ و هي مصنعةٌ من دُهنِ الحليبِ مع كَميةٍ بسيطةٍ من السائلِ ، ولا تُعدُّ بديلا للحليبِ ولا تُغني عنه .
إنَّ للحليبِ فوائدَ صحيةً منها : بناءُ العظامِ والأسنانِ والوقايةُ من أمراضِ القلبِ والحمايةُ من بعضِ أنواعِ السرطانِ كسرطانِ القولونِ ، إضافةً إلى التقليلِ من خطرِ الإصابةِ بالسكرِ وسلامةِ و تحسينِ أداءِ الجهازِ العصبي والمساعدةِ على النموِ وسلامةِ الجلدِ والشعرِ وغيرِها من الفوائدِ التي يقدمُها الحليبُ لجسمِ الإنسانِ .
و يحتاجُ الإنسانُ فـي جميعِ مراحلهِ العمريةِ لشُربِ الحليبِ و هناك فئاتٌ تحتاجُ لشربِ المزيدِ من الحليبِ و هم :
* حديثو الولادة و يُفضَلُ الاعتمادُ على حليبِ الأُمِ ، أو الحليبِ الصناعي المخصصِ للرضعِ .
* كبارُ السنِ حيث تتغيرُ الحالةُ الصحيةُ للجلدِ و الكُلى فـيُضعِفُ ذلك قدرتَها على تصنيعِ فـيتامين ( د ) وتحويلهِ للصيغةِ النشطةِ أو الفعالةِ .
* الحاملُ والمرضعُ حيث تزيدُ حاجتُهما للعديدِ من الفـيتاميناتِ ومنها : فـيتامين (د) الذي يحتاجُ إليه الطفلُ لامتصاصِ الكالسيومِ وتكوينِ العظامِ .
أما الاحتياجاتُ اليوميةُ من الحليبِ للفئاتِ العمريةِ المختلفةِ فهي على النحوِ الآتي :
* يحتاجُ الطفلُ من الولادةِ إلى سنةٍ إلى ألف و مئتي مل من الحليبِ .
* و من سنةٍ إلى ثلاثِ سنواتٍ إلى كوبين من الحليبِ .
* و من أربعٍ إلى ثمانيَ عشرةَ سنةً إلى ثلاثةِ أكوابٍ .
* و من تسعَ عشرةَ الى خمسين سنةً إلى كوبين من الحليبِ .
* و من اثنتين و خمسين سنةً فما فوق إلى ثلاثةِ أكوابٍ .
و حتى يستفـيدَ جسمُ الإنسانِ من الحليبِ لابد من تجنبِ عددٍ من العواملِ منها :
* تناولُ المشروباتِ والأطعمةِ التي تحتوي على الكَافـيين كالمشروباتِ الغازيةِ والشاي والقهوةِ والشكولاتةِ التي تقللُ من امتصاصِ الكالسيومِ .
* إهمالُ تناولِ فـيتامين (ج) المتوفرِ فـي الفاكهةِ كالحمضياتِ والذي يساعدُ على امتصاصِ الكالسيومِ من الحليبِ .
فحري بنا أن نحرص على صحتنا ، ونقرأَ عما يُفـيدُها ويجنبُها الضررُ ونطبق ما نقرأ و نفـيدُ منه أسرتَنا ومن حولنا .
لتحمل الملف مكتوب أو عرضه أو طباعته اضغط هنا
أو من الرابط الثاني :
لتحميل الملف مكتوب أو طباعته اضغط هنا
لتحميل و سماع الملف الصوتي اضغط هنا
أو من الرابط التالي :
لتحميل الملف صوت من هنا
لمتابعة المقطع على اليوتيوب من هنا :